2021/06/29 | 0 | 2436
مقاهي الاحساء
المقهى مكان كان مغضوبا عليه من قبل المجتمعات المحافظة، لأن أغلب رواده من الشباب المتمردين على أعراف المجتمع والعادات والتقاليد، ففي المقهى يشربون الشيشة، ويدخنون السجائر، ويلعبون الورق، ويلتقون برفقاء السوء. هكذا كانت النظرة السائدة. قبل خمسين سنة وأكثر. وفي بعض البلاد العربية، كان الشعراء وكتاب القصة من الشباب يتوافدون على المقاهي من أجل اللقاء بأصدقائهم. وكتابة بعض النصوص على طاولات المقهى. حتى اشتهرت بعض المقاهي مثل : مقهى الفيشاوي ومقهى ريش في مصر، ومقهى البرازيلية والبرلمان وأم كلثوم في العراق، ومقهى الهافانا في سوريا وغيرها. وكان الشباب يتحلقون حول الرموز الادبية والفنية في هذه المقاهي. مثل تحلقهم حول توفيق الحكيم ونجيب محفوظ في مصر. أما المقاهي في الاحساء، فلا نرى فيها أثرا للتثقيف والنقاشات الثقافية البارزة، اللهم ماكان يدور في مقهى (الرصيف) الذي كان يرتاده بعض الشعراء والكتاب. وكان مؤهلا ليكون هو المقهى الثقافي في الاحساء، لكنه بعد ذلك.،تحول إلى مجرد مقهى يرتاده الشباب والفتيات. وغاب عنه ذلك الوهج الثقافي الذي أنتج نصوصا أدبية :ابداعية ونقدية. فقد كان يرتاده الشاعر والكاتب والفنان التشكيلي من أبناء الاحساء. وكنت أقول للشاعر الجميل :جاسم عساكر : ضروري جمع النصوص التي كتبت في الرصيف، فكان يوافقني على ذلك، لكننا الى اليوم لم نجمع ماكتب في مقهى الرصيف من نصوص شعرية ونثرية. وقد كتبت في هذا المقهى قصيدة في ديواني الثاني(رقصة الفستان) قلت فيها :
مقهى الرصيف: رئة بها نتنفس الإبداع في عصر الجمود/أكوابنا البيضاء بين شفاهنا : ناي سعيد/أكوابنا البيضاء :كالبجع المهاجر نحو شطآن البحار / نترشف(الموكا) كما يترشف الفجر الجديد/ ثمالة الامس القديم/
واليوم نرى المقاهي الفاخرة منثورة مبثوثة في شوارع الاحساء، لكننا لانرى فيها الجانب الثقافي، ولا الجلسات الثقافية التي يعلوها صخب الشعراء والادباء، ودخان أعقاب السجائر !! كما هو الحال في مقاهي مصر والعراق. إلا أنني اكتشفت مقهى جديدا هو مقهى (طريق جون) أرى أنه يصلح ملاذا للمثقفين. فالكتب موجودة فيه بكثرة. وهناك ركن جميل رسم على جداره صورة للشاعر الكبير: نزار قباني والفنانة الكبيرة: فيروز،
نحن بحاجة إلي وجود المقاهي الثقافية لاسيما شباب هذا العصر الذي يبشر بمستقبل ثقافي واعد.
جديد الموقع
- 2024-05-09 ما بعد الوظيفة (2)
- 2024-05-09 ناصر الجاسم.. في مجموعته القصصية «العبور».. القاص المسكون بهاجس من ذاكرته الشعبية.
- 2024-05-09 كيف يصرح الأديب بحبه
- 2024-05-09 (التعويض عن الضرر المعنوي في النظام السعودي)
- 2024-05-09 الدفاع المدني بمنطقة القصيم تكرم الإعلامي زهير الغزال
- 2024-05-08 جامعة الملك فيصل تشارك في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط لهندسة العمليات 2024 بالظهران إكسبو
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"
- 2024-05-07 الخريف يرعى تكريم اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة لـ حرفيون
- 2024-05-07 ضمن برنامج الاحتفاء بأسبوع الأصم العربي ٤٩
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟